"" "إيه اللي بيحصل لما البنت مش بتلاقي الشخص المناسب ليها؟
"" "إيه اللي بيحصل لما البنت مش بتلاقي الشخص المناسب ليها" ""
- في فئة مش قليلة من البنات يأسوا من إنهم يقابلوا الشخص المناسب ليهم، وبدأوا يحسوا إن العمر خلاص بيعدي بيهم وفرصهم بتقل ومش في الزواج بس ده في الخلفة كمان.
.
- وبعد ما قطر الزواج من الشخص المناسب بيكون فاتها (وده من منظورها هي) بتبدأ تحس إن في قطر تاني هيفوتها وهو (قطر الخلفة) خاصة لو دخلت في التلاتينات، فبيطاردها شعورين، (شعور إن في قطر فات) و(شعور إن في قطر تاني لازم تقاتل عشان تلحقه).
.
- بتحس إنها بتجري ومنهكة نفسيًا وعاوزة تركب القطر التاني بأي طريقة خوفًا من إنها تفضل واقفة في المحطة لوحدها، حزينة وخايفة ووحيدة ومش عارفة هتروح فين.
.
- وده أكتر سيناريو البنت ممكن تقدم فيه تنازلات كفيلة تخليها تقبل بأي راجل مهما كان وحش ومينفعش، المهم إنها تاخد لقب المتزوجة أحسن ما تبقى عانس، وإنها تخلف حتة عيل يسندها بدل ما تكمل باقي عمرها وحيدة.
.
- بل في منهم بيكونوا مستعدين يتجوزوا ويتطلقوا بعد ما يخلفوا، وده في حالة إن الراجل ميتعاشرش ومليان مساوئ، وفي منهم بيختاروا يكملوا على حساب حالتهم النفسية خوفًا من الشعور بالفشل وشماتة الناس فيهم أو عشان العيال.
.
- طيب هل الاختيار المبني على الدوافع النفسية دي صح؟
.
= لأ.. لإن الدوافع دي في الأساس هي حيلة نفسية بتلجأ ليها البنت عشان تغطي على شعورها بالوحدة والفراغ العاطفي، فهي ازمتها الحقيقة مش في إنها عايزة تلحق تخلف، ولكن ازمتها في إنها حاسة بالوحدة والضياع والفشل، فبتبقى عاوزة تشعر إنها حصلّت أي شيء في الدنيا ،حتى لو هتكون أم من خلال زوج فاشل لا يصلح إنه يكون أب، ولا يصلح لمنظومة الجواز كلها.
.
= الشخص السوى نفسيًا إقباله على الزواج بيكون هادي ومتزن وطبيعي، بيكون هادي وراسي وراكز تجاه الفكرة نفسها وفي نفس الوقت بيكون بيتمنى يتجوز ويستقر ويخلف عادي جدًا دي مشاعر فطرية كلنا اتخلقنا بيها.
.
= لكن الصربعة دايمًا بتيجي من الشخص الخايف اللي حاسس بالوحدة والنقص، الشخص اللي معندهوش اكتفاء بنفسه، الشخص اللي مش عارف يستأنس بالله ولا قادر يستأنس بنفسه، اللي حاسس إنه جعان احتياجات ومتخيل إن مش هيشبع غير من مصدر خارجي سواء كان زوج أو أطفال.
.
= في فرق كبير بين إني بتمنى اتزوج واستقر بس متأنية وصابرة ومركزة جدًا في اختياري، وإني أكون متصربعة وعاوزة ألحق اتجوز عشان خايفة إن القطر يمشي ويسيبني.
.
- طيب لو مش هتجوز عشان اخلف..أمال المفروض رغبتي الطبيعية في الزواج تكون عشان إيه؟
.
= الأصل في الزواج هو (العفة) مش (الخلفة) يعني أنا بتجوز عشان اتعف نفسيًا وجنسيًا أولًا، بعدين بقى بخلف وبربي عيالي، وعلى فكرة إحنا بنربي ولادنا لله مش لنفسنا، فالخلفة مش غرضها إنها تملي فراغ عاطفي ولا تلبي احتياجات ملحة عندنا، لإن الأطفال دول بيكبروا وبيستقلوا بنفسهم وبيشوفوا حياتهم بعد كده.
.
= إلى جانب إن الزواج ميدان من ميادين طاعة وعبادة الله، يعني إحنا مش بنعوز نتجوز عشان نلاقي العوض، ومش بنتجوز عشان إحنا خايفين وعاوزين شريك حياة يطمنا، ومش بنتجوز عشان الجواز هو المنظومة اللي هتحقق لينا أحلامنا، ولا بنتجوز عشان إحنا لازم نتجوز ونخلف 🤷♀️
.
= ربنا سبحانه وتعالى لما وضح سبب وجود الخلق في القرآن قال: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) يعني إحنا جينا هنا عشان نشتغل ونعرف الله ونعبده ونعرف نفسنا ونفهمها، جينا عشان نستأنس بالله أولًا ثم نستأنس بذواتنا، ونستأنس برضه بالآخرين، نتلقى العلم النافع ونرفع الجهل عن نفسنا عشان نعرف نعيش صح.
.
= لما كل الحاجات اللي فاتت دي بنشتغل عليها كويس وبتتظبط، بنبقى ساعتها أشخاص أسوياء متزنين وراكزين ومطمئنين نفسيًا ومؤهلين للزواج وقد المسئولية فعلًا.
.
= يعني اللحظة اللي هتعرفي فيها إنك مؤهلة نفسيًا للزواج، هي اللحظة اللي لهفتك فيها هتقل وصربعتك دي هتختفي تمامًا، وده مش علامة من علامات الإحباط واليأس وفقدان الأمل في الزواج.
.
= لكنها هتبقى علامة جميلة بتعكس قدرتك على إنك بتعرفي تعيشي كويسة ومبسوطة وإنتي لوحدك، لإن الزواج أصلًا فيه وحدة وهتمر عليكي لحظات هتحسي فيها إنك لوحدك وإنتي عندك شريك حياة وده طبيعي وعادي جدًا، لإن جزء من طبيعتنا ومشاعرنا كبشر إننا أحيانًا بنحس بالوحدة.
.
= الأصل عندك لازم يكون متأسس كويس، والأساس ده إنتي بتحطيه قبل الجواز، بتبني لنفسك (أساس نفسي قوي) تدخلي بيه الجواز وإنتي واقفة على حيلك، زي إنك تبقى فاهمة نفسك، معندكيش عقد ولا كلاكيع ولا ترومات.
.
= تبقى حاسة بالأمان مع نفسك وبتحبيها وبتقدريها، وتبقى عارفة إن قيمتك الحقيقة في كونك إنسانة خلقها الله في أحسن تقويم، وإن قيمتك في أخلاقك ودينك ومبادئك وقيمك وعقلك، لقيتي كل ده تمام + إنك قابلتي الشخص المناسب = اتجوزي❤️
.
- طيب لو اتجوزت عشان أنا عاوزة اخلف ومهتمتش باختيار الراجل اللي هتجوزه هيحصل إيه؟
.
= غالبًا اللي بتعمل كده بتلبس في راجل لا بيقدر يشبع ليها احتياجتها النفسية ولا الجنسية بالشكل اللي يرضيها ويعفها ويصونها ويحميها من الفتن، فممكن تتجوز شخص غير مسئول مش قادر يصرف، أو شخص معقد نفسيًا يهينها ويهملها، أو شخص قاسي معندهوش عاطفة فيهتم باللي عاوزه منها وبس.
.
= والست لما بتجرب الجواز بعدين يحصل خلل في الاحتياجات النفسية والجنسية عندها بتنهار حرفيًا، وبتبقى عايشة في جحيم وألم لا يوصف، ومعاناتها بتكون أضعاف معاناة السينجل اللي هتموت وتتجوز.
.
= اللي داق طعم التورتة واتحرم منها مش هيتقارن باللي عمره ما داق منها ولا جرب حلاوتها ولذاذتها، ست جربت العلاقة الجنسية وجوزها قصر معاها فيها، مش هتبقى زي البنت اللي متجوزتش قبل كده، الست اللي جربت حضن جوزها واتحرمت منه، مش هتبقى زي البنت اللي نفسها تتجوز عشان تتحضن .
.
= ونضيف على ده إن الأطفال اللي بتتولد وسط أب وأم مش عارفين يعيشوا مع بعض وبينهم مشاكل، بيحاسبوا على المشاريب كلها في الآخر وبيبقوا ضحية أم اختارت غلط عشان عاوزة تخلف وخلاص، وأب ميصلحش للزواج من البداية.
.
= ستات كتير اتصربعت واتنازلت واختارت غلط وفي الآخر عمرهم ضاع مع شريك حياة لا قادر على تلبية احتياجاتهم النفسية ولا الجسدية ولا هو فاهم حاجة فيهم أصلًا، هو بيتعامل مع الست كآداة بيشبع بيها رغبته وهي تولع بقى مش مهم.
.
= وتمر السنين وتلاقي الست إنها اتجوزت وخلفت فعلًا بس مازالت حاسة بالفراغ والوحدة والألم، بل إن وضعها النفسي بقى اسوأ بكتير، محسوب عليها جوازة وهي لا حاسة باستقرار نفسي ولا جسدي.
.
= ربنا سبحانه وتعالى قال: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجًا لتسكنوا إليها) والسكن اللي ربنا ذكره معناه (الهدوء بعد اضطراب)، يعني لو في شوية اضطراب ولغبطة في حياتك المفروض إنهم بيتحولوا لسكن بعد الزواج.
.
= فلو مفيش سكن وهدوء يبقى متتجوزيش أحسن، عشان لو اتجوزتي وعيشتي محرومة من احتياجاتك النفسية والجسدية، هتعيشي من غير روح وهتبقى بتتألمي وإنسانة تعيسة جدًا، ده غير مشاعر الحرمان اللي هتحسيها كل ما تشوفي زوجين علاقتهم ببعض كويسة ومستقرة.
.
- لو نفسيتك مش كويسة وحاسة بالفراغ العاطفي والوحدة وإنتي سينجل، هتدخلي منظومة الجواز بنفس المشاعر لإن الجواز عمره ما كان حل لمشاكلنا النفسية، ولو نفسيتك مش كويسة وحاسة بالوحدة وإنتي متجوزة، المشاعر دي مش هتختفي لما تخلفي، لإنك بتخلفي وبتربي إنسان هو في أصله مستقل عنك وملك لله مش ملك ليكي إنتي.
.
- صلحي الأساس بتاعك الأول وابني علاقة قوية جدًا مع الله ثم نفسك، وقتها هتحسي بأنس وطمأنينة في قلبك ونفسك وروحك هتغنيكي عن الدينا كلها، وهتخليكي بتستقبلي اقدار الله بهدوء ورضا وسكينة.
.
= محدش بيعرف يختار صح وهو قلقان وخايف وحاسس إنه وحيد.
.
= محدش بيعرف يختار صح إلا وهو مستأنس بالله ثم نفسه أولًا.
.
= محدش بيحب باتزان إلا وكان قلبه متعلق بالله ومليان في الأصل حب لله.
.
= حبي ربنا أوي، حبيه واتعلقي بيه وقربي منه بكل قوتك، وتذكري أن الغارق في حب الله ينجو.
- والذين ءامنوا أشد حبًا لله.
- وبه نستعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"فاطمة مرزوق"